ما هي الكوكبية Globalization
د. مني أبو سنة
لغة: هذا المصطلح مشتق من الفظة اللاتينية Globus وتعني كوكب الأرض
اصطلاحا: نشأ هذا اللفظ للتعبير عن ظاهرة حضارية غير مسبوقة
بزغت في النصف الثاني من القرن العشرين وهي تنفي المسافة زمنياً ومكانياً
فتزول الفواصل بين الدول والشعوب فيندمج الاقتصاد القومي في اقتصاد عالمي
واحد، وترتب علي ذلك نشء ظاهرة الاعتماد المتبادل interdependence بين
الدول والشعوب، الأمر الذي ترتب عليه ذيوع ظاهرة المؤسسات عابرة القوميات
تاريخيا: نشأت هذه الظاهرة علي أثر زوال الحرب الباردة بين
المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي بعد انهيار النظام الشيوعي في الاتحاد
السوفيتي السابق.
وقد ارتبط نشوء ظاهرة الكوكبية بأربعة عوامل أساسية
أولا: الطفرة الهائلة التي حدثت في مجال الثورة العلمية
والتكنولوجية التي أفرزت انفجار المعرفة وثورة علوم الكمبيوتر وثورة
المعلومات، ويطلق علي هذه الطفرة الحضارية “الإبداع التكنولوجي”، وقد كان
لهذه الطفرة آثار واسعة في شتي مجالات الحياة منها ابتكار شبكة الاتصالات
التليفونية العالمية والفضائية والانترنت.
ثانيا: انتشار القيم الليبرالية في مجال السياسة وفي مقدمتها الديمقراطية الليبرالية.
ثالثا: انتشار تيار الأصوليات الدينية، وخاصة الأصوليات
الإسلامية باعتبارها أيديولوجية سياسية عابرة للقوميات تسعي إلي فرضها علي
العالم كبديل عن الديمقراطية الليبرالية
رابعا: تلاشي دور الدولة محليا وعالميا مما جعل البعض يتصور
أن الكوكبية تعني “موت السياسة” حيث أن الاقتصاديات قد أصبحت عابرة
للقوميات، فالدولة تصبح كيانا ينتمي إلي الماضي أو في سبيله إلي الانقراض
لكي تحل محله المؤسسات
وظاهرة الكوكبية يتنازعها الآن تياران: تيار يري أن الكوكبية
انتصار لقيم الليبرالي وللثورة العلمية والتكنولوجيا، وتيار آخر يري أنها
وسيلة لهيمنة القطب الواحد وهو الوليات المتحدة الأمريكية، وبذلك يساوي بين
الكوكبية والامريكانية ، ويحذر هذا التيار من انتشار الفقر وسوء توزيع
الثروة عالميا.
ومن مشاهير الكتاب الذين تناولوا ظاهرة
الكوكبية سياسيا واقتصاديا وثقافيا “صموئيل هتيجتون” في كتابه الشهير “صدام
الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي” الذي صدر في عام 1997 وفرانسيس
فوكاياما في كتابه الشهير “نهاية التاريخ” الذي صدر في عام 1992
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق