بقلم : ثروت الخرباوي
ومرت السنوات وتخرجنا من كليتنا وانخرطنا في الحياة بحلوها
ومرها، وتشعبت بنا سبل الحياة وغاب معظمنا عن بعض، ثم قامت الثورة وأصبحت
الأحوال غير الأحوال، وذات يوم أصبح صديقي «عبد المتجلي سليط» «صاحب سلطة
عليا» في البلاد!! حينئذ داعبت ذكريات السنين التي مضت خيالي فافتر ثغري عن
ابتسامة متعجبة وكأن لسان حالي يقول: ها هو من كنتم تسخرون منه انظروا قد
نال قصب السبق عليكم، وكأن الدنيا لا تبتسم الا لمن هو خالي البال عديم
التأثير والقيمة!.
وبعد أيام التقيت بصديق من أصدقائي القدامى فاتفقنا على ان
نذهب اليه سوياً نبارك له ونذكره بأيام مضت، وفي اليوم الموعود ذهبنا
لزيارة الصديق – بعد ان هاتفه صديقي واتفق معه على الموعد – ونظراً لانشغال
صديقنا «عبد المتجلي سليط سابقاً» بمقابلة مع السفيرة الأمريكية فقد
انتظرنا قرابة الساعة ثم أذن لنا بالدخول، ولا أخفيكم سراً أنه أحسن
استقبالنا وأجلسنا في الصالون المواجه لمكتبه، وكم كان هذا الصالون عظيم
الأناقة وقد كسيت الأرض بسجاد شيرازي فاخر، فتعجبت لأن معلوماتي عن الرجل
أنه كان متقشفا في حياته.
ولاحظت ان صديقنا «عبد المتجلي سليط» تملكته أثناء مجالستنا
نشوة غريبة وكان يتعمد ان يتحدث بالتليفون كي يأمر بفصل أحدهم من عمله أو
تقديم آخر للنائب العام!! أما عين عبد المتجلي سليط فقد اعترتها لمعة غريبة
تدل على الجشع والنهم وشهوة الايذاء، ونظرت اليه وكأنني لم أعرفه من قبل
وكأنه لم يكن هذا الشاب السطحي الوديع.
وبعد ان انتهت جلستنا وهممنا بالانصراف حينئذ اغتصب صديقنا
عبد المتجلي سليط ابتسامة باهتة الا أنها كانت مفعمة بكبر وعنجهية ثم قال
لنا: أي شيء تريدونه لا تترددوا، كلموني فورا وسيكون في جيوبكم، مصر كلها
في جيوبكم، وحين خرجت أدركت ان هذا الرجل لم أكن أعرفه من قبل.
ثروت الخرباوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق